غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَءُنزِلَ عَلَيۡهِ ٱلذِّكۡرُ مِنۢ بَيۡنِنَاۚ بَلۡ هُمۡ فِي شَكّٖ مِّن ذِكۡرِيۚ بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ} (8)

1

ثم أظهروا الحسد وما كان يغلي به صدورهم قائلين { أأنزل عليه الذكر من بيننا } وذلك أنهم ظنوا أن الشرف بالمال والجاه فقط نظيره في القمر { أألقي الذكر عليه من بيننا } [ القمر : 25 ] إلا أنه استعمل هناك الإلقاء لأن أذكارهم كانت صحفاً مكتوبة وألواحاً مسطورة . وقدم الظرف ههنا لشدّة العناية ولزيادة غيظهم وحمقهم فأجاب الله تعالى عن شبهتهم بقوله { بل هم في شك من ذكري } أي من دلائلي التي لو نظروا فيها لزال الشك عنهم ، فالقاطع لا يساوي المشكوك . وقيل : أراد أنهم لا يكذبونك ولكنهم جحدوا آياتي . ثم قال { بل لما يذوقوا عذاب } أي لو ذاقوا لأقبلوا على أداء المأمورات والانتهاء عن المنهيات . وقيل : أراد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخوّفهم بالعذاب لو أصروا على الكفر . ثم إنهم أصروا ولم ينزل عليهم العذاب فصار ذلك سبباً لشكهم في صدقه صلى الله عليه وسلم فلا جرم لا يزول ذلك الشك إلا بنزول العذاب .