الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{أَءُنزِلَ عَلَيۡهِ ٱلذِّكۡرُ مِنۢ بَيۡنِنَاۚ بَلۡ هُمۡ فِي شَكّٖ مِّن ذِكۡرِيۚ بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ} (8)

أنكروا أن يختص بالشرف من بين أشرافهم ورؤسائهم وينزل عليه الكتاب من بينهم كما قالوا : { لَوْلاَ نُزّلَ هذا القرءان على رَجُلٍ مِّنَ القريتين عَظِيمٍ } [ الزخرف : 31 ] وهذا الإنكار ترجمة عما كانت تغلي به صدورهم من الحسد على ما أوتي من شرف النبوّة من بينهم { بَلْ هُمْ فَى شَكٍّ } من القرآن ، يقولون في أنفسهم : إما وإما . وقولهم : { إِنْ هذا إِلاَّ اختلاق } كلام مخالف لاعتقادهم فيه يقولونه على سبيل الحسد { بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ } بعد فإذا ذاقوه زال عنهم ما بهم من الشك والحسد حينئذ ، يعني : أنهم لا يصدقون به إلا أن يمسهم العذاب مضطرين إلى تصديقه .