ثم استنكروا أن يخصّ الله رسوله بمزية النبوّة دونهم ، فقالوا : { أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذكر مِن بَيْنِنَا } والاستفهام للإنكار أي كيف يكون ذلك ، ونحن الرؤساء والأشراف . قال الزجاج : قالوا كيف أنزل على محمد القرآن من بيننا ، ونحن أكبر سناً ، وأعظم شرفاً منه ، وهذا مثل قولهم : { لَوْلا نُزِّلَ هذا القرءان على رَجُلٍ مّنَ القريتين عَظِيمٍ } [ الزخرف : 31 ] فأنكروا أن يتفضل الله سبحانه على من يشاء من عباده بما شاء . ولما ذكر استنكارهم لنزول القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم دونهم بين السبب الذي لأجله تركوا تصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ، فقال : { بْل هُمْ في شَكّ مّن ذِكْرِى } أي من القرآن ، أو الوحي لإعراضهم عن النظر الموجب لتصديقه ، وإهمالهم للأدلة الدالة على أنه حقّ منزل من عند الله { بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ } أي بل السبب أنهم لم يذوقوا عذابي ، فاغترّوا بطول المهلة ، ولو ذاقوا عذابي على ما هم عليه من الشرك والشكّ لصدّقوا ما جئت به من القرآن ، ولم يشكوا فيه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.