التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{أَءُنزِلَ عَلَيۡهِ ٱلذِّكۡرُ مِنۢ بَيۡنِنَاۚ بَلۡ هُمۡ فِي شَكّٖ مِّن ذِكۡرِيۚ بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ} (8)

والمعنى المنطوي في جملة { أأنزل عليه الذكر من بيننا } تكرر في آيات أخرى بأسلوب آخر ؛ حيث حكت إحدى آيات سورة فاطر أن من المشركين من كان يحلف أنهم إذا ما جاءهم نذير منهم يتبعونه حتى يكونوا أهدى من الأمم الأخرى ، ثم استكبروا لما بعث محمد صلى الله عليه وسلم نذيرا كما ترى في هذه الآيات : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا42 استكبارا في الأرض ومكر السيء ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله } [ فاطر : 42-43 ] وحيث حكت آيات في سورة الزخرف قولهم : إن القرآن كان يجب أن ينزل على أحد زعماء مكة أو الطائف واستكبارهم لما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم كما ترى في هذه الآيات : { ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر وإنا به كافرون30 وقالوا لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم31 أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون } [ الزخرف : 30-32 ] وحيث يبدو أن اختصاص النبي بالوحي ولم يكن من الزعماء والأغنياء كان من العوامل الهامة في حمل الزعماء ، أو بعضهم على الأقل على مناوأته والصد عن دعوته .