التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{أَءُنزِلَ عَلَيۡهِ ٱلذِّكۡرُ مِنۢ بَيۡنِنَاۚ بَلۡ هُمۡ فِي شَكّٖ مِّن ذِكۡرِيۚ بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ} (8)

قوله : { أَءُُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا } : الاستفهام للإنكار . والمراد بالذكر ههنا القرآن ؛ فقد أنكر المشركون تخصيص محمد صلى الله عليه وسلم بإنزال القرآن عليه من بينهم جميعا .

قوله : { بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي } أي : ليست هذه حجتهم الحقيقية فهم يعلمون أنك صادق فيهم ولكنهم يشكون في نزول القرآن إليك .

قوله : { بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ } يعني : أهم لم يجترئوا على مثل هذا القول من الكفر والجحود إلا ؛ لأنهم لم يذوقوا العذاب والنكال بعد ؛ فقد غرتهم زينة الحياة الدنيا وغرهم الشيطان في دينهم فعموا وصمّوا . ويوم يذوقون العذاب المهين ويُدعّون إلى نار جهنم دعّا ، حينئذ لا ينفعهم إيمان ولا تصديق ؛ ولا تجديهم توبة أو حسرة .