قوله تعالى : " وحنانا من لدنا " " حنانا " عطف على " الحكم " . وروي عن ابن عباس أنه قال : والله ما أدري ما " الحنان " . وقال جمهور المفسرين : الحنان الشفقة والرحمة والمحبة ، وهو فعل من أفعال النفس . النحاس : وفي معنى الحنان عن ابن عباس قولان : أحدهما : قال : تعطف الله عز وجل عليه بالرحمة والقول الآخر ما أعطيه من رحمة الناس حتى يخلصهم من الكفر والشرك{[10803]} . وأصله من حنين الناقة على ولدها . ويقال : حنانك وحنانيك ، قيل : هما لغتان بمعنى واحد . وقيل : حنانيك تثنية الحنان . وقال أبو عبيدة : والعرب تقول : حنانك يا رب وحنانيك يا رب بمعنى واحد ، تريد رحمتك . وقال امرؤ القيس :
ويَمْنَحُها بنو شَمَجَى بن جَرْمٍ *** مَعِيزَهُم حنانَك ذا الحَنَانِ{[10804]}
أبا منذرٍ أفنيتَ فاستَبْقِ بعضَنَا *** حنانَيْك بعضُ الشر أهونُ من بعض
وقال الزمخشري : " حنانا " رحمة لأبويه وغيرهما وتعطفا وشفقة ، وأنشد سيبويه :
فقالت حنانٌ ما أتى بك ههنا *** أذُو نسبٍ أم أنتَ بالحي عَارِفُ
قال ابن الأعرابي : الحنان من صفة الله تعالى مشددا الرحيم ، والحنان مخفف : العطف والرحمة . والحنان : الرزق والبكرة . ابن عطية : والحنان في كلام العرب أيضا ما عظم من الأمور في ذات الله تعالى ، ومنه قول زيد بن عمرو بن نفيل في حديث بلال : والله لئن قتلتم هذا العبد لأتخذن قبره حنانا ، وذكر هذا الخبر الهروي ، فقال : وفي حديث بلال ومر عليه ورقة بن نوفل وهو يعذب فقال الله لئن قتلتموه لأتخذنه حنانا ، أي لأتمسحن به . وقال الأزهري : معناه لأتعطفن عليه ولأترحمن عليه لأنه من أهل الجنة .
قلت : فالحنان العطف ، وكذا قال مجاهد . و " حنانا " أي تعطفا منا عليه أو منه على الخلق ، قال الحطيئة :
تحَنَّنْ علي هداكَ المليك *** فإن لكل مقامٍ مَقَالا
عكرمة : محبة . وحنة الرجل امرأته لتوادهما ، قال الشاعر :
فقالت حنانٌ ما أتى بك ههنا *** أذُو نسبٍ أم أنتَ بالحي عَارِفُ
قوله تعالى : " وزكاة " " الزكاة " التطهير والبركة والتنمية في وجوه الخير والبر ، أي جعلناه مباركا للناس يهديهم . وقيل : المعنى زكيناه بحسن الثناء عليه كما تزكي الشهود إنسانا . وقيل : " زكاة " صدقة به على أبويه ، قاله ابن قتيبة . " وكان تقيا " أي مطيعا لله تعالى ، ولهذا لم يعمل خطيئة ولم يلم بها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.