{ وَحَنَانًا مّن لَدُنَا } معطوف على الحكم . قال جمهور المفسرين : الحنان الرحمة والشفقة والعطف والمحبة ، وأصله توقان النفس ، مأخوذ من حنين الناقة على ولدها . قال أبو عبيدة : تقول حنانك يا ربّ ، وحنانيك يا ربّ ، بمعنى واحد ، يريد : رحمتك ، قال طرفة :
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا *** حنانيك بعض الشرّ أهون من بعض
ويمنحها بنو سلخ بن بكر *** معيزهم حنانك ذا الحنان
قال ابن الأعرابي : الحنان مشدّداً من صفات الله عزّ وجلّ ، والحنان مخففاً : العطف والرحمة . والحنان : الرزق والبركة . قال ابن عطية : والحنان في كلام العرب أيضاً ما عظم من الأمور في ذات الله ، ومنه قول زيد بن عمرو بن نفيل : والله لئن قتلتم هذا العبد لأتخذن قبره حناناً ، يعني : بلالاً ، لما مرَّ به وهو يعذب . وقيل : إن القائل لذلك هو ورقة بن نوفل . قال الأزهري : معنى ذلك لأترحمنّ عليه ، ولأتعطفنّ عليه لأنه من أهل الجنة ، ومثله قول الحطيئة :
تحنن عليّ هداك المليك *** فإن لكل مقام مقالا
ومعنى { مّن لَدُنَّا } من جنابنا . قيل : ويجوز أن يكون المعنى : أعطيناه رحمة من لدنا كائنة في قلبه يتحنن بها على الناس ، ومنهم أبواه وقرابته حتى يخلصهم من الكفر { وزكاة } معطوف على ما قبله ، والزكاة التطهير والبركة والتنمية والبرّ ، أي جعلناه مباركاً للناس يهديهم إلى الخير ؛ وقيل : زكيناه بحسن الثناء عليه كتزكية الشهود وقيل : صدقة تصدقنا به على أبويه قاله ابن قتيبة { وَكَانَ تَقِيّا } أي متجنباً لمعاصي الله مطيعاً له . وقد روي أنه لم يعمل معصية قط .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.