النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَحَنَانٗا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَوٰةٗۖ وَكَانَ تَقِيّٗا} (13)

قوله تعالى : { وَحَنَاناً من لَّدُنَّا } فيه ستة تأويلات :

أحدها : رحمة من عندنا ، قاله ابن عباس وقتادة ، ومنه قول الشاعر{[1857]} :

أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا *** حنانيكَ بعض الشر أهون من بعض

أي رحمتك وإحسانك .

الثاني : تعطفاً ، قاله مجاهد .

الثالث : محبة ، قاله عكرمة .

الرابع : بركة ، قاله ابن جبير .

الخامس : تعظيماً .

السادس : يعني آتينا تحنناً على العباد .

ويحتمل سابعاً : أن يكون معناه رفقاً ليستعطف به القلوب وتسرع إليه الإِجابة { وَزَكَاةً } فيها هنا ثلاثة تأويلات :

أحدها : أنها العمل الصالح الزاكي ، قاله ابن جريج .

الثاني : زكيناه بحسن الثناء{[1858]} كما يزكي الشهود إنساناً .

الثالث : يعني صدقة به على والديه ، قاله ابن قتيبة . { وَكَانَ تَقِيّاً } فيه وجهان :

أحدهما مطيعاً لله ، قاله الكلبي . الثاني : باراً بوالديه ، قاله مقاتل .


[1857]:هو طرفة بن العبد.
[1858]:الثناء: ساقطة من ك.