تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَحَنَانٗا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَوٰةٗۖ وَكَانَ تَقِيّٗا} (13)

الآية 13 : وقوله تعالى : { وحنانا من لدنا } هو ( مبني ) {[11924]} على قوله تعالى : { وآتيناه الحكم صبيا } وآتيناه حنانا وزكاة أيضا .

ثم اختلف في قوله : { وحنانا من لدنا } قال ابن عباس : تعطفا من لدنا . وقال بعضهم : أي رحمة من لدنا ، وهو قول الحسن . وقال بعضهم : الحنان المحبة .

وقال أبو عوسجة : حنانك وحنانيك كليهما يعني رحمتك . وقال : أصله من التَّحَنُّنِ وهو التَّرَحُّمُ . وقال القتبي : أصله من حنين الناقة على ولدها .

وقوله تعالى : { وزكاة وكان تقيا } قال بعضهم { وزكاة } أي صدقة ، تصدق بها على زكريا وزوجته في الوقت الذي لا يرجى من مثلهما الولد . وقال بعضهم : { وزكاة } أي صلاحا وما ينمو به من الخيرات .

وجائز أن تكون الزكاة اسم كل خير وبركة ، وهو كالبر والتقوى{[11925]} . كأنه قال : أعطيناه كل بر وخير .

وقوله تعالى : { وكان تقيا } عن جميع الشرور كقوله : { وتعاونوا على البر والتقوى } ( المائدة : 2 ) أي تعاونوا على البر ، وتعاونوا أيضا على دفع الشرور .


[11924]:4 ساقطة من الأصل و م.
[11925]:في الأصل و م: من التقوى.