الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَحَنَانٗا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَوٰةٗۖ وَكَانَ تَقِيّٗا} (13)

{ وَحَنَاناً } : يجوز أَنْ يكونَ مفعولاً به نَسَقاً على " الحُكْمَ " ، أي : وآتيناهُ تَحَنُّناً . والحنانُ : الرحمةُ واللِّيْن ، وأنشد أبو / عبيدة :

تحنَّنْ عليَّ هداك المليكُ *** فإنَّ لكلِّ مقامٍ مَقالا

قال : " وأكثر استعمالِه مثنَّى كقولِهم : حَنَانَيْكَ ، وقولِه :

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** حَنَانَيْكَ بعضُ الشرِّ أهونُ مِنْ بعضِ

وجوَّز فيه أبو البقاء أَنْ يكونَ مصدراً ، كأنَّه يريد به المصدرَ الواقعَ في الدعاء نحو : سَقْياً ورَعْياً ، فنصبُه بإضمارِ فِعْلٍ كأخواتِه . ويجوز أَنْ يرتفعَ على خبر ابتداءٍ مضمرٍ نحو : { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ } [ يوسف : 18 ] و { سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ } [ الاعراف : 46 ، الرعد : 24 ، الزمر : 73 ] في أحد الوجهين : وأنشد سيبويه :

وقالَتْ حَنانٌ ما أَتَى بك هَهنا *** أذو نَسَبٍ أَمْ أنتَ بالحَيِّ عارِفُ

وقيل لله تعالى : حَنان ، كما يقال له " رَحيم " قال الزمخشري : " وذلك على سبيل الاستعارة " .

و { مِّن لَّدُنَّا } صفةٌ له .