الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَحَنَانٗا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَوٰةٗۖ وَكَانَ تَقِيّٗا} (13)

«والحنان » : الرحمةُ ، والشفقةُ ، والمحبّة ؛ قاله جمهورُ المفسرين ، وهو تَفْسِير اللغة ومن الشواهد في «الحَنَان » قولُ النابغة : [ الطويل ]

أَبَا مُنْذِرٍ ، أَفْنَيْتَ فاستبق بَعْضَنَا *** حَنَانَيْكَ بْعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ

وقال عطاء بن أبي رباح : «وحَنَاناً مِنْ لَدُنَّا » [ مريم : 13 ] .

بمعنى تعظيماً مِنْ لدنا .

قال ( ع ) : وهو أَيضاً ما عظم من الأَمر لأَجل اللّه عز وجل ومنه قولُ زيدِ بن عَمْر بن نُفَيْل في خبر بِلاَلٍ : واللّهِ ، لَئِنْ قَتَلْتُمْ هَذَا العَبْدَ لاَتَّخَذْنَ قَبْرَهُ حَنَاناً .

قال ( ص ) : قال أَبو عبيدة : وأَكْثَر ما يُسْتَعمل مثنى . انتهى . والزكاةُ التنميةُ ، والتَّطْهير في وُجُوه الخير .

قال مجاهدٌ : كان طعامُ يَحْيَى العُشب ، وكان للدمع في خَدّه مجار ثابتة .