" كلوا من طيبات ما رزقناكم " أي : من لذيذ الرزق . وقيل : إذ لا صنع فيه لآدمي فتدخله شبهة . " ولا تطغوا فيه " أي لا تحملنكم السعة والعافية أن تعصوا ؛ لأن الطغيان التجاوز إلى ما لا يجوز . وقيل : المعنى ، أي لا تكفروا النعمة ولا تنسوا شكر المنعم بها عليكم . وقيل : أي ولا تستبدلوا بها شيئا آخر كما قال : " أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير{[11139]} " [ البقرة : 61 ] وقيل : لا تدخروا منه لأكثر من يوم وليلة ، قال ابن عباس : فيتدود عليه ما ادخروه ، ولولا ذلك ما تدود طعام أبدا . " فيحل عليكم غضبي " أي يجب وينزل ، وهو منصوب بالفاء في جواب النهي من قوله : " ولا تطغوا " . فيحل عليكم غضبى قرأ الأعمش ويحيى بن وثاب والكسائي " فيحُل " بضم الحاء . " ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى " قرأ الأعمش ويحيى بن وثاب والكسائي " ومن يحلل " بضم اللام الأولى . والباقون بالكسر وهما لغتان . وحكى أبو عبيده وغيره : أنه يقال حل يحل إذا وجب وحل يحل إذا نزل . وكذا قال الفراء : الضم من الحلول بمعنى الوقوع والكسر من الوجوب . والمعنيان متقاربان إلا أن الكسر أولى ؛ لأنهم قد أجمعوا على قوله : " ويحل عليه عذاب مقيم{[11140]} " [ هود : 39 ] . وغضب الله عقابه ونقمته وعذابه . " فقد هوى " قال الزجاج : فقد هلك ، أي صار إلى الهاوية وهي قعر النار ، من هوى يهوي هويا أي سقط من علو إلى سفل ، وهوى فلان أي مات . وذكر ابن المبارك : أخبرنا إسماعيل بن عياش قال حدثنا ثعلبة بن مسلم عن أيوب بن بشير عن شُفَيّ الأصبحي{[11141]} قال : إن في جهنم جبلا يدعى صعودا يطلع فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يرقاه ، قال الله تعالى : " سأرهقه صعودا " {[11142]} [ المدثر : 17 ] وإن في جهنم قصرا يقال له : هوى يرمى الكافر من أعلاه فيهوي أربعين خريفا قبل أن يبلغ أصله ، {[11143]} قال الله تعالى " ومن يحلل عليه فقد هوى " وذكر الحديث ، وقد ذكرناه في كتاب " التذكرة " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.