إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ وَلَا تَطۡغَوۡاْ فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيۡكُمۡ غَضَبِيۖ وَمَن يَحۡلِلۡ عَلَيۡهِ غَضَبِي فَقَدۡ هَوَىٰ} (81)

{ كُلُواْ } جملةٌ مستأنفة مَسوقة لبيان إباحة ما ذكر لهم وإتماماً للنعمة عليهم { مِن طَيّبَاتِ مَا رزقناكم } أي من لذائذه أو من حلالاته ، وقرئ رزقكم ، وفي البدء بنعمة الإنجاءِ ثم بالنعمة الدينية ثم بالنعمة الدنيوية من حسن النظمِ ولطفِ الترتيب ما لا يخفى { وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ } أي فيما رزقناكم بالإخلال بشكره والتعدّي لما حُدّ لكم فيه كالسرَف والبطَر والمنع من المستحِق { فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي } جواب للنهي أي فتلزمَكم عقوبتي وتجبَ لكم ، من حلّ الدَّينُ إذا وجب أداؤه { وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هوى } أي تردّى وهلك ، وقيل : وقع في الهاوية ، وقرئ فيحُلَّ بضم الحاء من حل يحُل إذا نزل .