{ كُلُوا مِن طيبات مَا رزقناكم } أي وقلنا لهم : كلوا والمراد بالطيبات : المستلذات . وقيل : الحلال ، على الخلاف المشهور في ذلك . وقرأ حمزة والكسائي والأعمش : ( قد أنجيتكم من عدوّكم ووعدتكم جانب الطور ) ( كلوا من طيبات ما رزقتكم ) بتاء المتكلم في الثلاثة . وقرأ الباقون بنون العظمة فيها . { وَلاَ تَطْغَوا فِيهِ } الطغيان : التجاوز ، أي لا تتجاوزوا ما هو جائز إلى ما لا يجوز . وقيل : المعنى : لا تجحدوا نعمة الله فتكونوا طاغين . وقيل : لا تكفروا النعمة ولا تنسوا شكرها ، وقيل : لا تعصوا المنعم ، أي لا تحملنكم السعة والعافية على المعصية ، ولا مانع من حمل الطغيان على جميع هذه المعاني ، فإن كل واحد منها يصدق عليه أنه طغيان { فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي } هذا جواب النهي ، أي يلزمكم غضبي وينزل بكم ، وهو مأخوذ من حلول الدّين ، أي حضور وقت أدائه { وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هوى } قرأ الأعمش ويحيى بن وثاب والكسائي : «فيحل » بضم الحاء ، وكذلك قرؤوا «يحلل » بضم اللام الأولى ، وقرأ الباقون بالكسر فيهما وهما لغتان . قال الفراء : والكسر أحبّ إليّ من الضم ؛ لأن الضم من الحلول بمعنى الوقوع . ويحل بالكسر : يجب ، وجاء التفسير بالوجوب لا بالوقوع ، وذكر نحو هذا أبو عبيدة وغيره .
ومعنى { فَقَدْ هوى } : فقد هلك . قال الزجاج : { فَقَدْ هوى } أي صار إلى الهاوية ، وهي قعر النار من هوى يهوي هوياً ، أي سقط من علو إلى سفل ، وهوى فلان ، أي مات .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.