تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ وَلَا تَطۡغَوۡاْ فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيۡكُمۡ غَضَبِيۖ وَمَن يَحۡلِلۡ عَلَيۡهِ غَضَبِي فَقَدۡ هَوَىٰ} (81)

الآية 81 : وقوله تعالى : { كلوا من طيبات ما رزقناكم } [ يحتمل وجهين :

أحدهما ] {[12367]} { كلوا من طيبات ما رزقناكم } أي من حلالات ما رزقناكم . فإن كان على هذا ففيه دلالة أن [ من الرزق ] {[12368]} ما ليس بحلال .

والثاني : { كلوا من طيبات ما رزقناكم } أي ما تطيب به أنفسكم . ففيه دلالة أنه يجوز لنا أن نختار{[12369]} من الأطعمة ما هو أطيب إن كان على ما تستطيب به الأنفس .

وقوله تعالى : { ولا تطغوا فيه } الطغيان هو المجاوزة عن الحدود التي جعلت ، أي لا تطغوا في ما رزقناكم من الطيبات ، وتجعلونه في غير ما جعل ، وتتجاوزون عن القدر الذي جعل .

وقوله تعالى : { فيحل عليكم غضبي } برفع الحاء والخفض{[12370]} جميعا ، يحل أن ينزل عليكم غضبي ، ويحل بالرفع يجب .

وقوله تعالى : { ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى } قيل : هوى هلك ؛ أي من يجب عليه عذابي فقد هلك . وكذلك قال القتبي : هوى أي هلك ؛ يقال : هوت أمه ، أي هلكت . وقيل { فقد هوى } أي سقط في النار ؛ يقال : هوى في موضع كذا .


[12367]:ساقطة من الأصل وم.
[12368]:في الأصل وم: يرزق.
[12369]:من م في الأصل: المختار.
[12370]:انظر معجم القراءات القرآنية ح4/100.