الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِ ٱلَّيۡلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُۚ لَا تَسۡجُدُواْ لِلشَّمۡسِ وَلَا لِلۡقَمَرِ وَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ ٱلَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ} (37)

قوله تعالى : " ومن آياته " علاماته الدالة على وحدانيته وقدرته " الليل والنهار والشمس والقمر " وقد مضى في غير موضع{[13442]} . " لا تسجدوا للشمس ولا للقمر " نهى عن السجود لهما ؛ لأنهما وإن كانا خلقين فليس ذلك لفضيلة لهما في أنفسهما فيستحقان بها العبادة مع الله ؛ لأن خالقهما هو الله ولو شاء لأعدمهما أو طمس نورهما . " واسجدوا لله الذي خلقهن " وصورهن وسخرهن ، فالكناية ترجع إلى الشمس والقمر والليل والنهار . وقيل : للشمس والقمر خاصة ؛ لأن الاثنين جمع . وقيل : الضمير عائد على معنى الآيات " إن كنتم إياه تعبدون " وإنما أنث على جمع التكثير ولم يجر على طريق التغليب للمذكر والمؤنث لأنه فيما لا يعقل .


[13442]:راجع ج 2 192 وما بعدها طبعة ثانية.