ثم قال تعالى : { ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر } أي : ومن علاماته وأدلته{[60429]} التي تدل على وحدانيته وقدرته وحجته على خلقه وعظيم سلطانه اختلاف الليل والنهار ، ومعاقبة كل واحد منهما الآخر . والشمس والقمر مسخرات{[60430]} لا يدرك أحدهما الآخر .
ثم قال تعالى : { لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن } ، فإنما هما خلق مثلكم خلقا{[60431]} لمنافعكم بهما .
وقوله : { خلقهن } جاء بلفظ التأنيث ، والجمع رد على الليل والنهار والشمس والقمر وأنثن{[60432]} كما يؤنث جمع{[60433]} ما لا يعقل وإن كان مذكرا إذا{[60434]} كان من غير بني آدم .
وقيل : الضمير يعود على الشمس والقمر ، وأتى{[60435]} الجمع في موضع التثنية لأن الاثنين جمع{[60436]} . وقيل : الضمير يعود على معنى الآية{[60437]} .
وقوله : { إن كنتم إياه تعبدون } أي : أخلصوا لله وحده إن كنتم / إياه تعبدون{[60438]} ، وهذا موضع السجدة عند مالك{[60439]} .
وقد روي أن رجلا من الأنصار على عهد النبي صلى الله عليه وسلم استتر بشجرة يصلي{[60440]} الليل فقرأ ( ص ) فلما بلغ السجدة سجد وسجدت معه الشجرة فسمعها وهي{[60441]} تقول : اللهم أعظم لي بهذه السجدة أجرا ، وارزقني بها شكرا وضع عني بها وزرا ، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داوود ( عليه السلام ){[60442]} . فذكر الرجل ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " نحن أحق أن نقول ذلك " . فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك في سجوده{[60443]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.