الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِ ٱلَّيۡلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُۚ لَا تَسۡجُدُواْ لِلشَّمۡسِ وَلَا لِلۡقَمَرِ وَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ ٱلَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ} (37)

الضمير في { خَلَقَهُنَّ } لليل والنهار والشمس والقمر ؛ لأنّ حكم جماعة ما لا يعقل حكم الأنثى أو الإناث . يقال : الأقلام بريتها وبريتهنّ : أو لما قال { وَمِنْ ءاياته } كن في معنى الآيات ، فقيل : خلقهنّ .

فإن قلت : أين موضع السجدة ؟ قلت : عند الشافعي رحمه الله تعالى : { تَعْبُدُونَ } وهي رواية مسروق عن عبد الله لذكر لفظ السجدة قبلها . وعند أبي حنيفة رحمه الله : يسأمون ؛ لأنها تمام المعنى ، وهي عن ابن عباس وابن عمر وسعيد بن المسيب : لعل ناساً منهم كانوا يسجدون للشمس والقمر كالصابئين في عبادتهم الكواكب ، ويزعمون أنهم يقصدون بالسجود لهما السجود لله ، فنهوا عن هذه الواسطة ، وأمروا أن يقصدوا بسجودهم وجه الله تعالى خالصاً ، إن كانوا إياه يعبدون وكانوا موحدين غير مشركين .