لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَةٗۚ قُلۡ أَتَّخَذۡتُمۡ عِندَ ٱللَّهِ عَهۡدٗا فَلَن يُخۡلِفَ ٱللَّهُ عَهۡدَهُۥٓۖ أَمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (80)

الإشارة في هذه الآية لمن مرت على قلبه دعاواه العريضة ، وغلب عليه حسبانه ، فحكم لنفسه - لفرط غفلته - بأنه من أهل القصة ويَخْلَدُ إلى هواجس مناه ، فيحكم على الغيب بأنه يُتَجاوز عنه ؛ نَسِيَ قبائح ما أسلفه ، ويذكر مغاليط ما ظنَّه ، فهو عَبْدُ نَفْسِه يغلب عليه حسن ظنه ، وفي الحقيقة تعتريه نتائج غفلته ومكره ، قال تعالى : { وَذَلِكَم ظَنُّكُمْ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ الخَاسِرِينَ } [ فصلت : 23 ] .