لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{يَٰقَوۡمَنَآ أَجِيبُواْ دَاعِيَ ٱللَّهِ وَءَامِنُواْ بِهِۦ يَغۡفِرۡ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَيُجِرۡكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ} (31)

قوله جل ذكره : { يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } .

يقال الإجابة على ضربين : إجابةٌ لله ، وإجابة للداعي ؛ فإجابة الداعي بشهود الوساطة - وهو الرسول صلى الله عليه وسلم - . وإجابةُ الله بالجهْرِ إذا بَلَغَتْهُ الرسالةُ على لسان السفير ، وبالسِّرِّ إذا حصلت التعريفاتُ من الواردات على القلب ؛ فمستجيبٌ بنفسه ومستجيبٌ بقلبه ومستجيبٌ بروحه ومستجيبٌ بسرِّه . ومن توقف عن دعاء الداعي إيِّاه ، ولم يبادرْ بالاستجابة هُجِرَ فيما كان يُخَاطب به .