تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَٰقَوۡمَنَآ أَجِيبُواْ دَاعِيَ ٱللَّهِ وَءَامِنُواْ بِهِۦ يَغۡفِرۡ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَيُجِرۡكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ} (31)

الآية 31 وقوله تعالى : { يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به } فيه دلالة لزوم العمل بخبر الواحد لأن النفر الذي حضروا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجن سمعوا القرآن منه ، وصدّقوه ، كانوا قليلي{[19372]} العدد لما رجعوا إلى أقوامهم ، فإنما يرجع كلّ إلى قومه ، وقد يحتمل الاجتماع والتواصل على ذلك ، ودعا كل قومه إلى{[19373]} إجابته داعي الله تعالى ، وحذّرهم مخالفته .

وإنه يحتمل ما ذكرنا من الإفراد والآحاد دلّ أنّ خبر الواحد حجّة في حق العمل ، وهو ما قال عز وجل { فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقّهوا في الدين } [ التوبة : 122 ] فكان العمل بخبر الآحاد والإفراد ظاهرا مشهورا في الإنس والجن حين{[19374]} ذكر ما ذكرنا ، وألزمهم الإجابة والحذر ، والله أعلم .

ثم قوله تعالى : { أجيبوا داعي الله } يحتمل الإجابة له في الاعتقاد والإيمان به ، ويحتمل في المعاملة في كل أمر وفي كل شيء .


[19372]:في الأصل وم: قليل.
[19373]:من م، في الأصل إذا.
[19374]:في الأصل وم: حيث.