فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{يَٰقَوۡمَنَآ أَجِيبُواْ دَاعِيَ ٱللَّهِ وَءَامِنُواْ بِهِۦ يَغۡفِرۡ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَيُجِرۡكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ} (31)

{ يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به } .

لم يكتف رسل رسول الله إلى الجن من قومهم بمجرد معرفة فضل القرآن على ما سبقه ، أو أثره فيمن تدبره وعقله ، وإنما نادوْهم إلى تلبية دعوة الله والتصديق بكماله وعلاه ، والدخول في دينه الذي ارتضاه .

يدل هذا على أن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم كان مبعوثا إلى الجن والإنس ولم يبعث الله نبيا إلى الجن والإنس قبله . روى مسلم عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي : كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى كل أحمر وأسود : الأحمر والأسود : الجن والإنس-وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وجعلت لي الأرض طيبة وطهورا ومسجدا فأي رجل أدركته الصلاة صلى لله حيث كان ونصرت بالرعب بين يدي مسيرة شهر وأعطيت الشفاعة ) .

{ يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم( 31 ) } .

يكفر الله عنكم- إن آمنتم- ما كان من خطاياكم ويسترها ، وينقذكم من الهوان والخسران .

ويفهم من ذلك أن مؤمنيهم يدخلون الجنة وينالون نعيمها ، نص على ذلك النووي والحسن البصري ومالك بن أنس وغيرهم .