لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{إِنَّمَا جَزَـٰٓؤُاْ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَسۡعَوۡنَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوٓاْ أَوۡ يُصَلَّبُوٓاْ أَوۡ تُقَطَّعَ أَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم مِّنۡ خِلَٰفٍ أَوۡ يُنفَوۡاْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِۚ ذَٰلِكَ لَهُمۡ خِزۡيٞ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (33)

السعي في الفساد على ضربين : بالظاهر وعقوبته معلومة في مسائل الفقه بلسان العلم ، وفي الباطن وعقوبته واردة على الأسرار ، وذلك بقطع ما كان متصلاً من واردات الحق ، وكسوف شمس العرفان ، والستر بعد الكشف ، والحجاب بعد البسط . والحجاب استشعار الوحشة بعد الأُنْس ، وتبديل توالي التوفيق بصنوف الخذلان ، والنفي على بساط العبادة ، والإخراج إلى متابعة النفوس ، وذلك - واللهِ - خِزْيٌ عظيم وعذابٌ أليم .