قوله : ( إِنَّمَا جَزَاءُ الذِينَ يُحَارِبُونَ( {[15768]} ) اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) الآية [ 35 ] .
معنى الآية : أنها بيان من الله( {[15769]} ) عن حكم المفسد في الأرض( {[15770]} ) .
والقطع من خلاف : أن تقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى( {[15771]} ) .
ونزلت هذه الآية في قوم من أهل الكتاب نقضوا العهد ، وأفسدوا في الأرض ، وقطعوا السبل ، فخيّر الله عز وجل نبيّه صلى الله عليه وسلم بالحكم فيهم ، قاله ابن عباس( {[15772]} ) ( وغيره ، قال ابن عباس )( {[15773]} ) : خيّر الله نبيه ، إن شاء أن يقتل وإن شاء أن يصلب وإن شاء أن يقطع من خلاف( {[15774]} ) . ( و )( {[15775]} ) قال الحسن : نزلت هذه الآية في المشركين( {[15776]} ) .
وقيل : نزلت في قوم –من عُكْل وعُرَيْنة( {[15777]} )- ارتدوا عن الإسلام ( وحاربوا( {[15778]} ) رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاله( {[15779]} ) أنس وغيره ، إنهم ارتدوا( {[15780]} ) " ( {[15781]} ) واسْتَاقُوا( {[15782]} ) المواشي وقتلوا الرِّعاء( {[15783]} ) ، فقطع النبي( {[15784]} ) أيديهم وأرجلهم ، وسمل( {[15785]} ) أعينهم وتركهم في الحرة حتى ماتوا( {[15786]} ) . وقال بعض العلماء : إن هذه الآية ناسخة لما فعل النبي بالعُرَنيين إذ مثَّل بهم( {[15787]} ) ، فلم يعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المثلة( {[15788]} ) . وقيل : بل فعل ذلك النبي بوحي وإلهام لقوله : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى )( {[15789]} ) .
والسَّمْلُ : فَقْءِ( {[15790]} ) العين بحديدة أو بشوكة( {[15791]} ) .
وقوله : ( اَوْ يُنْفَقُوا( {[15792]} ) مِنَ الاَرْضِ ) : قيل : يخرجون من ديار الإسلام إلى دار( {[15793]} ) الحرب( {[15794]} ) ، وهو مذهب الشافعي( {[15795]} ) . وقال مالك : ينفى من البلد الذي أحدث فيه ذلك على غيره( {[15796]} ) . وقال الكوفيون : النفي –هنا- الحبس( {[15797]} ) ، لأنه لا يمكن أن ينفى من الأرض كلها لو تركنا والظاهر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.