التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِنَّمَا جَزَـٰٓؤُاْ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَسۡعَوۡنَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوٓاْ أَوۡ يُصَلَّبُوٓاْ أَوۡ تُقَطَّعَ أَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم مِّنۡ خِلَٰفٍ أَوۡ يُنفَوۡاْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِۚ ذَٰلِكَ لَهُمۡ خِزۡيٞ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (33)

قوله تعالى : ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا )

قال البخاري : حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا ابن عون قال : حدثني سلمان أبو رجاء مولى أبي قلابة عن أبي قلابة أنه كان جالسا خلف عمر بن عبد العزيز فذكروا و ذكروا ، فقالوا وقالوا قد أقادت بها الخلفاء ، فالتفت إلى أبي قلابة وهو خلف ظهره فقال : ما تقول يا عبد الله بن زيد أو قال : ما تقول يا أبا قلابة ؟ قلت : ما علمت نفسا حل قتلها في الإسلام إلا رجل زنى بعد إحصان ، أو قتل نفسا بغير نفس ، أو حارب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

فقال عنبسة : حدثنا أنس بكذا وكذا . قلت : إياي حدث أنس . قال : قدم قوم على النبي صلى الله عليه وسلم فكلموه فقالوا : قد استوخمنا هذه الأرض ، فقال : " هذه نعم لنا تخرج لترعى فاخرجوا فيها ، فاشربوا من ألبانها وأبوالها " . فخرجوا فيها فشربوا من أبوالها وألبانها واستصحوا ، ومالوا على الراعي فقتلوه ، واطردوا النعم . فما يستبطأ من هؤلاء ؟ قتلوا النفس ، وحاربوا الله ورسوله ، وخوفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقال : سبحان الله ! فقلت : تتهمني ؟ قال : حدثنا بهذا أنس . قال : وقال : يا أهل كذا ، إنكم لن تزالوا بخير ما أبقي هذا فيكم ومثل هذا .

( صحيح البخاري 8/123ح4610- ك التفسير - سورة المائدة ) ، وأخرجه مسلم في( صحيحه 3/1297بعد رقم6713 ) و قوله : في الحديث : " قد أقادت به الخلفاء " يعني : القسامة كما صرح به في رواية مسلم ) .

وقال البخاري : حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة حدثنا قتادة عن أنس رضي الله عنه : أن ناسا من عرينة اجتووا المدينة ، فرخص لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من ألبانها وأبوالها . فقتلوا الراعي واستاقوا الذود . فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم وتركهم بالحجرة يعضون الحجارة . تابعه أبو قلابة وحميد وثابت عن أنس .

( صحيح البخاري 3/428-429ح 1 150 - ك الزكاة ، ب استعمال إبل الصدقة وألبانها . . ) ، و ( صحيح مسلم 3/1296ح1671- ك القسامة والمحاربين . . . ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا ) قال : من شهر السلاح في قبة الإسلام ، وأخاف السبيل ، ثم ظفر به و قدر عليه ، فإمام المسلمين فيه بالخيار ؛ إن شاء قتله ، وإن شاء صلبه ، و إن شاء قطع يده ورجله .

قوله تعالى ( أو ينفوا من الأرض )

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : ( أو ينفوا من الأرض )يقول : أو يهربوا حتى يخرجوا من دار الإسلام إلى دار الحرب .