{ إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله{[1242]} } يحاربون أولياءهما من قاطع الطريق وغيره { ويسعون في الأرض فسادا } : مفسدين أو كأنه قال : يفسدون في الأرض فسادا أو يسعون في الفساد ، والفساد يطلق على أنواع الشر قال بعضهم نزلت في بعض أهل الكتاب بينهم وبين النبي –صلى الله عليه وسلم– ميثاق فنقضوا وأفسدوا في الأرض أو في جماعة مرضوا في المدينة فداواهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم– من ألبان الإبل وأبوالها ، فلما صحوا قتلوا الراعي واستاقوا الإبل فلما أخذوا قطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم ثم ألقوا في الرمضاء حتى{[1243]} ماتوا فعلى هذا تكون تعليما لرسول الله –صلى الله عليه وسلم– ولهذا ما سمر بعد ذلك عينا { أن يُقتّلوا } أي من غير صلب إن أفردوا القتل { أو يُصلّبوا{[1244]} } مع القتل إن قتلوا وأخذوا المال { أو تُقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف } أيدي اليمنى وأرجل اليسرى إن أخذوا المال فقط { أو يُنفوا{[1245]} من الأرض } إن اقتصروا على الإخافة والنفي هو أن يطلبهم الإمام فيقام عليهم الحد أو يهربوا من دار الإسلام أو ينفى من بلد وهكذا وقال بعضهم لا يخرجون من أرض الإسلام أو المراد من النفي السجن أو يخرج من بلده إلى آخر فيسجن فيه حتى تظهر توبته وقال كثير من السلف : إن الإمام مخير بين هذه العقوبات الأربعة في كل قاطع طريق فيكون أو للتخيير لا للتفصيل { ذلك لهم خِزي } فضيحة { في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم } هذا يدل على أن الآية نزلت في جمع من المشركين وإلا فالجمهور على أن من أذنب ذنبا وعوقب في الدنيا فهو كفارة له .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.