تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{إِنَّمَا جَزَـٰٓؤُاْ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَسۡعَوۡنَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوٓاْ أَوۡ يُصَلَّبُوٓاْ أَوۡ تُقَطَّعَ أَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم مِّنۡ خِلَٰفٍ أَوۡ يُنفَوۡاْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِۚ ذَٰلِكَ لَهُمۡ خِزۡيٞ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (33)

{ إنما جزاءوا الذين يحاربون الله ورسوله } الآية . يحيى : عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك : ( أن ناسا من عكل وعرينة قدموا على النبي المدينة وأسلموا ، واستوخموا المدينة ، فأمرهم رسول الله أن يخرجوا في إبل من إبل الصدقة فيشربوا من ألبانها وأبوالها ؛ ففعلوا حتى صحوا ؛ فقتلوا راعي رسول الله ؛ واستاقوا الإبل وكفروا بعد إسلامهم ، فبعث رسول الله في طلبهم ، فأتي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم ، وسمل أعينهم ، وتركهم في الحرة حتى ماتوا{[296]} .

قال قتادة : وكان هذا من قبل أن تنزل الحدود .

يحيى : عن إبراهيم بن محمد عن صالح مولى التوءمة عن أبي هريرة أنه لما جيء بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم نزلت هذه الآية : { إنما جزاءوا الذين يحاربون الله ورسوله } الآية{[297]} .

قال يحيى : سألت الجهم بن وراد الكوفي عن قوله : { من خلاف } فقال : يده اليمنى ورجله اليسرى .

وقال ابن عباس : ومعنى { أو ينفوا من الأرض } أن يعجزوا فلا يقدر عليهم .


[296]:أخرجه البخاري (7/524) ح (4192) ومسلم (3/1298) ح (1671 / 13).
[297]:عزاه الحافظ ابن كثير لعبد الرزاق انظر / تفسير ابن كثير (2/49).