في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَكَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَمَا بَلَغُواْ مِعۡشَارَ مَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ فَكَذَّبُواْ رُسُلِيۖ فَكَيۡفَ كَانَ نَكِيرِ} (45)

43

ويلمس قلوبهم بتذكيرهم بمصارع الذين كذبوا من قبل . وهم لم يؤتوا معشار ما أوتي أولئك الغابرون . من علم ، ومن مال ، ومن قوة ، ومن تعمير . . فلما كذبوا الرسل أخذهم النكير . أي الهجوم المدوي المنكر الشديد :

( وكذب الذين من قبلهم - وما بلغوا معشار ما آتيناهم - فكذبوا رسلي . فكيف كان نكير ? ) . .

ولقد كان النكير عليهم مدمراً مهلكاً . وكانت قريش تعرف مصارع بعضهم في الجزيرة . فهذا التذكير يكفي . وهذا السؤال التهكمي ( فكيف كان نكير ? )سؤال موح يلمس قلوب المخاطبين . وهم يعرفون كيف كان ذلك النكير !

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَكَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَمَا بَلَغُواْ مِعۡشَارَ مَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ فَكَذَّبُواْ رُسُلِيۖ فَكَيۡفَ كَانَ نَكِيرِ} (45)

قوله : { وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آَتَيْنَاهُمْ } أي : كذّب من قبل هؤلاء أقوام آخرون كانوا أعظم من قومك هؤلاء قوة وأشد بطشا وأكثر أموالا وأولادا ، فأهلكناهم ودمرنا عليهم ، كقوم عاد وثمود ، وغيرهم من المكذبين السابقين الذين لم يبلغ قومك معشار ما أتوه من القوة ، وهو قوله : { وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آَتَيْنَاهُمْ } معشار الشيء يعني : عُشْرَه{[3824]} يعني لم يُعط الله قومك هؤلاء معشار ما أعطى السابقين المشركين .

قوله : { فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } أي كذّب السابقون رسلي وآذوهم ، وصدوا الناس عن دين الحق وعن التوحيد فأهلكناهم وانتزعنا منهم ما أوتوه من الخيرات والنعم { فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } أي انظر كيف كان نكيري ، أنْ دمرناهم وأظهرنا عليهم المرسلين والمستضعفين الذين آمنوا بهم{[3825]} .


[3824]:مختار الصحاح ص 434
[3825]:تفسير الطبري ج 22 ص 70 وتفسير القرطبي ج 14 ص 310