الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَكَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَمَا بَلَغُواْ مِعۡشَارَ مَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ فَكَذَّبُواْ رُسُلِيۖ فَكَيۡفَ كَانَ نَكِيرِ} (45)

وقَوْلهُ تَعَالَى : { وَمَا بَلَغُواْ مِعْشَارَ مَا آتيناهم } الضَّمِيرُ في : { بَلَغُواْ } يَعُودُ عَلى قُرَيْشٍ ، وفِي آتَيْنَاهُمْ عَلَى الأُمَمِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ، وَالمَعْنَى : مِن القُوَّةِ والنِّعَمِ والظُّهُورِ في الدُّنْيَا ؛ قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةُ وابْنُ زَيْدٍ والمِعْشَارُ : العُشْرُ وَلَمْ يأتِ هَذا البِنَاءُ إلاَّ فِي العَشَرَةِ والأَرْبَعَةِ ، فَقَالُوا : مِرْبَاعٌ وَمِعْشَارٌ ؛ والنَّكِيرُ مَصْدَرٌ كَالإنْكَارِ فِي المَعْنَى ، وكَالعَزيز فِي الوَزْنِ ، و{ كَيْفَ } : تَعْظِيمٌ لِلأَمْرِ وَلَيْسَتْ اسْتِفْهَاماً مُجَرَّداً ؛ وَفِي هَذا تَهْدِيدٌ لِقُرَيْشٍ ، أي : أنهم مُتَعَرِّضُونَ لِنَكِيرٍ مِثْلِهِ .