تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَكَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَمَا بَلَغُواْ مِعۡشَارَ مَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ فَكَذَّبُواْ رُسُلِيۖ فَكَيۡفَ كَانَ نَكِيرِ} (45)

الآية 45 وقوله تعالى : { وكذّب الذين من قبلهم } يُذكّر رسوله ، ويصبّره على تكذيب أولئك له ، قد كذّب الذين كانوا من قبلهم رسلهم ، لست أنت بأول مُكذَّب ، بل كُذّب إخوانك من قبل ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { وما بلغوا معشار ما آتيناهم } يقول : والله أعلم : لم يبلغ هؤلاء الذين كذّبوك عُشر أولئك في القوة والغنى والفضل والعلم والأتباع والأعوان وغير ذلك . مع ما كانوا كذلك لم يقولوا في دفع العذاب الذي نزل بهم بالتكذيب عن أنفسهم .

فقومك الذين هم دون أولئك بما ذُكروا أحق ألا يقوموا لدفع العذاب عن أنفسهم إذا نزل بهم بالتكذيب .

وقوله تعالى : { فكذّبوا رُسلي فكيف كان نكيرِ } ؟ يقول ، والله أعلم : أليس وجدوا عذابي حقا ؟

قال الزّجّاج : هو نكيري بالياء ، لكن طُرحت الياء لأنه آخر الآية وختمها ، فأُبقيت الكسرة علامة لها ، أو كلام يشبه هذا .

قال أبو عوسجة : نكيري عقوبتي . وقال القتبيّ : أي إنكاري .