النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَكَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَمَا بَلَغُواْ مِعۡشَارَ مَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ فَكَذَّبُواْ رُسُلِيۖ فَكَيۡفَ كَانَ نَكِيرِ} (45)

قوله عز وجل : { وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } يعني من قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم .

{ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ } فيه أربعة أقاويل :

أحدها : يعني أنهم ما عملوا معشار ما أمروا به ، قاله الحسن .

الثاني : أنه يعني ما أعطى الله سبحانه قريشاً ومن كذب محمداً صلى الله عليه وسلم من أمته معشار ما أعطى من قبلهم من القوة والمال ، قاله ابن زيد .

الثالث : ما بلغ الذين من قبلهم معشار شكر ما أعطيناهم ، حكاه النقاش .

الرابع : ما أعطى الله من قبلهم معشار ما أعطاهم من البيان والحجة والبرهان . قال ابن عباس فليس أمة أعلم من أمته ولا كتاب أبين من كتابه .

وفي المعشار ثلاثة أوجه :

أحدها : أنه العشر وهما لغتان .

الثاني : أنه عشر العشر وهو العشير .

الثالث : هو عشير العشير ، والعشير عشر العشر ، فيكون جزءاً من ألف جزء ، وهو الأظهر ، لأن المراد به المبالغة في التقليل .

{ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } أي عقابي وفي الكلام إضمار محذوف وتقديره : فأهلكناهم فكيف كان نكير .