الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَكَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَمَا بَلَغُواْ مِعۡشَارَ مَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ فَكَذَّبُواْ رُسُلِيۖ فَكَيۡفَ كَانَ نَكِيرِ} (45)

ثم قال تعالى : { وكذب الذين من قبلهم } يعني من الأمم الماضية كعاد وثمود كذبت رسلها ولم يبلغوا هؤلاء معشار ما أوتي إليك من القوة والبطش والنعم أي عشر ذلك .

وقيل عشر عشر ذلك{[56005]} .

والمعشار قيل هو عشر العشر{[56006]} جزء من مائة .

أي : لم يبلغ قومك يا محمد في القوة والبطش والأموال عشر عشر من كان قبلهم ، فقد أهلك من كان قبلهم بكفرهم فكيف تكون حال هؤلاء الذين هم أقل قوة وبطشا من أولئك . وهذا كله تهديد ووعيد وتنبيه لقريش فالمعنى : فلم ينفع أولئك ذلك وأهلكهم الله بكفرهم وتكذيبهم الرسل .

فإذا كان أولئك الأمم على ما فضلهم الله به من القوة والبطش والأموال والدنيا قد أهلكوا لما كذبوا الرسل ، فكيف تكون حال هؤلاء على ضعفهم وقلة أموالهم ووهنهم إذا كذبوا الرسل .

وقوله : { فكيف كان نكيري } أي : كيف كان إنكاري لهم بالهلاك والاستئصال .


[56005]:انظر: البحر المحيط 7/290
[56006]:انظر: الجامع للقرطبي 14/310 والبحر المحيط 7/290 وجاء في القاموس المحيط مادة "عشر" 2/89 العشير جزء من عشرة كالمعشار والعشر"