تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَكَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَمَا بَلَغُواْ مِعۡشَارَ مَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ فَكَذَّبُواْ رُسُلِيۖ فَكَيۡفَ كَانَ نَكِيرِ} (45)

{ وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشر ما ءاتينهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير } .

المفردات :

وما بلغوا معشر ما ءاتيناهم : لم يبلغ أهل مكة عشر كما ءاتينا الأمم السابقة من القوة وطول العمر وكثرة المال كعاد وثمود ونحوهما .

فكيف كان نكير : فكيف كان إنكاري عليهم والاستفهام للتهويل آي : كان إنكاري شديدا بالعذاب والعقوبة .

التفسير :

أي : لاتحزن يا محمد على تكذيب قومك لك فإن هذه جبلة وطبيعة في البشر قال تعالى : { وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين } . ( يوسف : 103 ) .

لقد كذب قبلهم كثير من الأمم مثل أقوام نوح وهود وصالح وكذب موسى وعيسى ، وقد كان هؤلاء السابقون أهل صناعة ومال وعمران وبلغوا في الحضارة والغنى مبلغا كبيرا لم يبلغ أهل مكة عشر ما بلغوا من الغنى والثروة والصناعة ، بل ربما لم يبلغوا عشر معشار من سبقهم من المكذبين أي 1% من غنى وتفوق من سبقهم ، ومع هذا الغنى والجاه للسابقين لما كذبوا الرسول أنزل الله بهم أشد العذاب ، فمنهم من أخذتهم الصيحة ومنهم من خسف الله به الأرض ومنهم من غرق بالغرق أو الطوفان أو غير ذلك من ألوان العذاب فليعتبر أهل مكة بما أصاب من قبلهم وليرتدعوا عن الشرك خشية أن يصيبهم ما أصاب المكذبين .

***