في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{مَا عِندَكُمۡ يَنفَدُ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقٖۗ وَلَنَجۡزِيَنَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُوٓاْ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (96)

90

ويذكر بأن ما عند البشر ولو ملكه فرد فإنه زائل ، وما عند الله باق دائم : ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق ) ، ويقوي العزائم على الوفاء ، والصبر لتكاليف الوفاء ، ويعد الصابرين أجرا حسنا ( ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) والتجاوز عما وقع منهم من عمل سيء ، ليكون الجزاء على أحسن العمل دون سواه .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{مَا عِندَكُمۡ يَنفَدُ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقٖۗ وَلَنَجۡزِيَنَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُوٓاْ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (96)

{ ما عندكم } ، من أعراض الدنيا . { ينفذ } ، ينقضي ويفنى . { وما عند الله } ، من خزائن رحمته ، { باقٍ } لا ينفذ ، وهو تعليل للحكم السابق ودليل على أن نعيم أهل الجنة باق . { وليجزينّ الذين صبروا أجرهم } ، على الفاقة وأذى الكفار ، أو على مشاق التكاليف . وقرأ ابن كثير وعاصم بالنون . { بأحسن ما كانوا يعملون } ، بما يرجع فعله من أعمالهم كالواجبات والمندوبات ، أو بجزاء أحسن من أعمالهم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{مَا عِندَكُمۡ يَنفَدُ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقٖۗ وَلَنَجۡزِيَنَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُوٓاْ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (96)

ثم أخبر تعالى أن ما عنده من نعيم الجنة ومواهب الآخرة ، خير لمن اتقى وعلم واهتدى ، ثم بين الفرق بين حال الدنيا وحال الآخرة ، بأن هذه تنفد وتنقضي عن الإنسان ، أو ينقضي عنها ، و بأن الآخرة باقية دائمة ، وقرأ ابن كثير وعاصم : «ولنجزين » ، بنون ، وقرأ الباقون : «وليجزين » ، بالياء ، ولم يختلفوا في قوله : { ولنجزينهم } ، أنه بالنون ، كذا قال أبو علي ، وقال أبو حاتم : إن نافعاً روي عنه : «وليجزينهم » ، بالياء ، و { صبروا } ، معناه : عن الشهوات ، وعلى مكاره الطاعة ، وهذه إشارة إلى الصبر عن شهوة كسب المال بالوجوه المذكورة ، وقوله : { بأحسن } ، أي : بقدر أحسن ما كانوا يعملون .