ثم ذكر الدَّليل القاطع على أنَّ ما عند الله خير فقال : { مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ الله بَاقٍ } ، أي : الدنيا وما فيها تفنى ، { وَمَا عِندَ الله بَاقٍ } ، فقوله : { مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ } ، مبتدأ وخبر ، والنَّفادُ : الفَناءُ والذهاب ، يقال : " نَفِدَ " بكسر العين ، " يَنْفَدُ " ، بفتحها ، نفَاداً ونُفوداً ، وأما نفذَ بالذَّال المعجمة ففعله نَفَذَ بالفتح ، ينفذُ بالضمِّ ، وسيأتي .
ويقال : أنفد القوم : إذا فَنِيَ زادهم ، وخَصْمٌ مُنافِدٌ ؛ لينفد حجة صاحبه ، يقال : نافدته فنفدته .
وقوله : " بَاقٍ " ، تقدَّم الكلام عليه في الوقف في سورة الرعد ، وهذه الآية حجة عليه . قوله تعالى : { وَلَنَجْزِيَنَّ الذين صبروا } ، قرأ ابن كثيرٍ{[20050]} ، وعاصم وابن ذكوان : " وَلنَجْزينَّ " ، بنون العظمة التفاتاً من الغيبة إلى التكلُّم ، وتقدم تقرير الالتفات .
والباقون بياء الغيبة رجوعاً إلى الله - تعالى - ؛ لتقدم ذكره العزيز في قوله : { مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ الله بَاقٍ } .
قوله : { بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ } ، يجوز أن يكون [ " أفعل " ]{[20051]} على بابها من التفضيل ، وإذا جازاهم بالأحسن ، فلأن يجازيهم بالحسن أولى .
وقيل : ليست للتَّفضيل ، وكأنهم فرُّوا من مفهوم أفعل ؛ إذ لا يلزم من المجازاة بالأحسن المجازاة بالحسن ، وهو وهمٌ ، لما تقدَّم من أنَّه من مفهوم الموافقة بطريق الأولى ، والمعنى : ولنجزين الذين صبروا على الوفاءِ في السَّراء والضَّراء { بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.