في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَطِيفُۢ بِعِبَادِهِۦ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡقَوِيُّ ٱلۡعَزِيزُ} (19)

وينتقل من الحديث عن الآخرة والإشفاق منها أو الاستهتار بها ، إلى الحديث عن الرزق الذي يتفضل الله به على عباده :

( الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز ) . .

وتبدو المناسبة بعيدة في ظاهر الأمر بين هذه الحقيقة وتلك . ولكن الصلة تبدو وثيقة عند قراءة الآية التالية :

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَطِيفُۢ بِعِبَادِهِۦ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡقَوِيُّ ٱلۡعَزِيزُ} (19)

{ الله لطيف بعباده } بر بهم بصنوف من البر لا تبلغها الأفهام . { يرزق من يشاء } أي يرزقه كما يشاء فيخص كلا من عباده بنوع من البر على ما اقتضته حكمته . { وهو القوي } الباهر القدرة . { العزيز } المنيع الذي لا يغلب .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَطِيفُۢ بِعِبَادِهِۦ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡقَوِيُّ ٱلۡعَزِيزُ} (19)

ثم رجى تبارك وتعالى عباده بقوله : { الله لطيف بعباده } ، و : { لطيف } هنا بمعنى : رفيق متحف{[10125]} ، والعباد هنا : المؤمنون ومن سبق له الخلود في الجنة ، وذلك أن الأعمال بخواتمها ، ولا لطف إلا ما آل إلى الرحمة ، وأما الإنعام على الكافرين في الدنيا فليس بلطف بهم ، بل هو إملاء واستدراج . وقال الجنيد : لطف بأوليائه حتى عرفوه ولو لطف بالكفار لما جحدوه ، وقيل : { لطيف } معناه في أن نشر عنهم المناقب ، وستر عليهم المثالب{[10126]} . وقيل هو الذي لا يخاف إلا عدله ، ولا يرجى إلا فضله .


[10125]:من التحفي وهو الاهتمام والإكرام، وفي اللسان: اللطف: البر والتكرمة والتحفي.
[10126]:المناقب: الأفعال الكريمة والصفات الحميدة التي يفتخر بها الإنسان، والمثالب: العيوب والصفات القبيحة التي يذم بها.