{ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ } أي كثير اللطف بهم ، بالغ الرأفة لهم ، قال مقاتل لطيف بالبر والفاجر حيث لم يقتلهم جوعا بمعاصيهم ، قال عكرمة :
بار بهم وقال السدي : رفيق بهم وقيل : حفي بهم . وقال القرطبي : لطيف بهم في العرض والمحاسبة ، وقيل : في إيصال المنافع وصرف البلاء ، وقيل لطف بالغوامض علمه ، وعظم عن الجرائم حلمه ، وقيل اللطيف من ينشر المناقب ويستر المثالب ، أو يعفو عمن يهفو ، أو يعطي العبد فوق الكفاية ، ويكلفه الطاعة دون الطاقة .
وقال الجنيد : لطف بأوليائه فعرفوه ولولا لطفه بأعدائه ما جحدوه وقال جعفر الصادق : يلطف بهم في الرزق من وجهين ، أحدهما أنه جعل رزقك من الطيبات ، الثاني أنه لم يدفع إليك مرة واحدة فتبذره .
وقال الحسين بن الفضل : لطيف بهم في القرآن وتفصيله وتفسيره . وقيل : اللطيف الذي لا يخاف إلا عدله ولا يرجى إلا فضله{[1468]} ، وقيل هو الذي يرحم من لا يرحم نفسه ، وقيل هو الذي أوقد للعلماء من الكتاب والسنة سراجا ، وجعل لهم الصراط المستقيم والدين القيم منهاجا ، وأنزل لهم من سحائب بره ومَنِّه ولطفه وكرمه وإحسانه ماء ثجاجا وقيل غير ذلك .
وحاصل المعنى أنه يجري لطفه على عباده في كل أمورهم ومن جملة ذلك الرزق الذي يعيشون به في الدنيا وهو معنى قوله { يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ } منهم كيف يشاء فيوسع على هذا ويضيق على هذا ، وفي تفضيل قوم بالمال حكمة ليحتاج البعض إلى البعض ، كما قال يتخذ بعضهم بعضا سخريا ، وكان هذا لطفا بالعباد ليمتحن الغني بالفقير ، والفقير بالغني . وقيل ما يشاء من أنواع الرزق فهو وإن كان يرزق كل ذي روح لكنه فاوت بين المرزوقين في الرزق ، قلة وكثرة وجنسا ونوعا لحكمة يعلمها هو .
{ وَهُوَ الْقَوِيُّ } العظيم القوة الباهر القدرة { الْعَزِيزُ } الذي يغلب كل شيء ولا يغلبه شيء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.