ولما أنزل الله عليهم الكتاب المشتمل على هذه الدلائل اللطيفة ، كان ذلك من لطف الله تعالى بعباده كما قال عز من قائل : { الله } أي : الذي له الأمر كله { لطيف } أي : بالغ في اللطف والعلم وإيقاع الإحسان { بعباده } وقال ابن عباس : حق بهم ، وقال عكرمة : بارّ بهم وقال السدي : رفيق بهم ، وقال القشيري : اللطيف : العالم بدقائق الأمور وغوامضها ، وقال الرازي : هو اسم مركب من علم ورحمة ورفق خفي أما لطفه بالمؤمنين فواضح ، وأما الكافر فأقل لطفه به أنه لا يعاجله في الدنيا ولا يعذبه فوق ما يستحق في الأخرى ، وقال مقاتل : لطيف بالبر والفاجر حيث لم يهلكهم جوعاً بمعاصيهم بدليل قوله تعالى : { يرزق من يشاء } أي : مهما شاء على سبيل من السعة والضيق أو التوسعة لا مانع له من شيء من ذلك ، فكل من رزقه الله تعالى من مؤمن وكافر وذي روح فهو ممن يشاء الله تعالى أن يرزقه ، قال جعفر الصادق : اللطف في الرزق من وجهين ؛ أحدهما : أنه جعل رزقك من الطيبات والثاني : أنه لم يدفعه إليك مرة واحدة { وهو القوي } أي : القادر على ما يشاء { العزيز } فلا يقدر أحد أن يمنعه عن شيء يريده .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.