البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{ٱللَّهُ لَطِيفُۢ بِعِبَادِهِۦ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡقَوِيُّ ٱلۡعَزِيزُ} (19)

{ الله لطيف بعباده } : أي بر بعباده المؤمنين ، ومن سبق له الخلود في الدنيا ، وما يرى من النعم على الكافر فليس بلطف ، إنما هو إملاء ، ولا لطف إلا ما آل إلى الرحمة والوفاة على الإسلام .

وقال مقاتل : لطيف بالبر والفاجر حيث لم يقتلهم جوعاً .

وقال الزمخشري : يوصل بره إلى جميعهم ، { يرزق من يشاء } : أي من يشاء يرزقه شيئاً خاصاً ، ويحرم من يشاء من ذلك الشيء الخاص ، وكل منهم مرزوق ، وإن اختلف الرزق ، { وهو القوي } : أي البالغ القوة ، وهي القدرة { العزيز } : الغالب الذي لا يغلب .

ولما ذكر تعالى الرزق ، ذكر حديث الكسب .