في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قُل لَّوۡ كَانَ مَعَهُۥٓ ءَالِهَةٞ كَمَا يَقُولُونَ إِذٗا لَّٱبۡتَغَوۡاْ إِلَىٰ ذِي ٱلۡعَرۡشِ سَبِيلٗا} (42)

40

وكما جاراهم في ادعاءاتهم في حكاية البنات ونسبتها إلى الله ليكشف عما فيها من تفكك وتهافت ، فهو يجاريهم في حكاية الآلهة المدعاة ، ليقرر أن هذه الآلهة لو وجدت فإنها ستحاول أن تتقرب إلى الله ، وأن تجد لها وسيلة إليه وسبيلا :

( قل : لو كان معه آلهة كما يقولون ، إذن لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا ) . .

ولو - كما يقول النحاة - حرف امتناع لامتناع ، فالقضية كلها ممتنعة ، وليس هنالك آلهة مع الله - كما يقولون - والآلهة التي يدعونها إن هي إلا خلق من خلق الله سواء كانت نجما أو كوكبا ، إنسانا أو حيوانا ، نباتا أو جمادا . وهذه كلها تتجه إلى الخالق حسب ناموس الفطرة الكونية ، وتخضع للإرادة التي تحكمها وتصرفها ؛ وتجد طريقها إلى الله عن طريق خضوعها لناموسه وتلبيتها لإرادته :

( إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا ) . . وذكر العرش هنا يوحي بالارتفاع والتسامي على هذه الخلائق التي يدعون أنها آلهة ( مع ) الله . وهي تحت عرشه وليست معه . .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{قُل لَّوۡ كَانَ مَعَهُۥٓ ءَالِهَةٞ كَمَا يَقُولُونَ إِذٗا لَّٱبۡتَغَوۡاْ إِلَىٰ ذِي ٱلۡعَرۡشِ سَبِيلٗا} (42)

{ قل لو كان معه آلهة كما تقولون } أيها المشركون ، وقرأ ابن كثير وحفص عن عاصم بالياء فيه وفيما بعده على أن الكلام مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، ووافقهما نافع وابن عامر وأبو عمرو وأبو بكر ويعقوب في الثانية على أن الأولى مما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن يخاطب به المشركين ، والثانية مما نزه به نفسه عن مقالتهم . { إذاً لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا } جواب عن قولهم وجزاء للو والمعنى : لطلبوا إلى من هو مالك الملك سبيلا بالمعازة كما يفعل الملوك بعضهم مع بعض ، أو بالتقرب إليه والطاعة لعلمهم بقدرته وعجزهم كقوله تعالى : { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة } .