السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قُل لَّوۡ كَانَ مَعَهُۥٓ ءَالِهَةٞ كَمَا يَقُولُونَ إِذٗا لَّٱبۡتَغَوۡاْ إِلَىٰ ذِي ٱلۡعَرۡشِ سَبِيلٗا} (42)

ثم قال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : { قل } أي : لهؤلاء المشركين ولا تيأس من رجوع بعضهم . { لو كان معه آلهة كما تقولون } من هذه الأقوال التي لو قالها أعظمكم في حق أدناكم وهو يريد بها حقيقتها لصار ضحكة للعباد { إذا لابتغوا } أي : طلبوا طلباً عظيماً { إلى ذي العرش } أي : صاحب السرير الأعظم المحيط الذي من ناله كان منفرداً بالتدبير { سبيلاً } أي : طريقاً سالكاً يتوصلون به إليه ليقهروه ويزيلوا ملكه كما ترون فعل ملوك الدنيا بعضهم مع بعض أو ليتخذوا عنده يداً يقربهم إليه ، وقرأ ابن كثير وحفص بالياء على الغيبة والباقون بالتاء على الخطاب وأدغم أبو عمرو الشين من العرش في السين بخلاف عنه .