فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُل لَّوۡ كَانَ مَعَهُۥٓ ءَالِهَةٞ كَمَا يَقُولُونَ إِذٗا لَّٱبۡتَغَوۡاْ إِلَىٰ ذِي ٱلۡعَرۡشِ سَبِيلٗا} (42)

قوله : { قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا تَقُولُونَ } . قرأ ابن كثير ، وحفص : { يقولون } بالياء التحتية ، وقرأ الباقون بالفوقية على الخطاب للقائلين بأن مع الله آلهة أخرى ، وإذن : جواب عن مقالتهم الباطلة وجزاء ل«لو » { لاَبْتَغَوْا إلى ذِي العرش } وهو الله سبحانه . { سَبِيلاً } : طريقاً للمغالبة والممانعة كما تفعل الملوك مع بعضهم البعض من المقاتلة والمصاولة ؛ وقيل : معناه إذن لابتغت الآلهة إلى الله القربة والزلفة عنده ، لأنهم دونه ، والمشركون إنما اعتقدوا أنها تقرّبهم إلى الله . والظاهر المعنى الأول ، ومثل معناه قوله سبحانه : { لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ الله لَفَسَدَتَا } [ الأنبياء : 22 ] .

/خ48