في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{جُندٞ مَّا هُنَالِكَ مَهۡزُومٞ مِّنَ ٱلۡأَحۡزَابِ} (11)

ثم أنهى هذا الفرض التهكمي بتقرير حقيقتهم الواقعية :

( جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب ) . .

إنهم ما يزيدون على أن يكونوا جنداً مهزوماً ملقى( هنالك )بعيدا لا يقرب من تصريف هذا الملك وتدبير تلك الخزائن . ولا شأن له فيما يجري في ملك الله ؛ ولا قدرة له على تغيير إرادة الله ؛ ولا قوة له على اعتراض مشيئة الله . . ( جند ما ) . . جند مجهول منكر هين الشأن ، ( مهزوم ) . . كأن الهزيمة صفة لازمة له ، لاصقة به ، مركبة في كيانه ! ( من الأحزاب ) . . المختلفة الاتجاهات والأهواء !

وما يبلغ أعداء الله ورسوله إلا أن يكونوا في هذا الموضع الذي تصوره ظلال التعبير القرآني ، الموحية بالعجز والضعف والبعد عن دائرة التصريف والتدبير . . مهما تبلغ قوتهم ، ويتطاول بطشهم ، ويتجبروا في الأرض فترة من الزمان .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{جُندٞ مَّا هُنَالِكَ مَهۡزُومٞ مِّنَ ٱلۡأَحۡزَابِ} (11)

{ جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب } : هذا وعيد بهزيمتهم في القتال وقد هزموا يوم بدر وغيره ، وما هنالك صفة لجند وفيها معنى التحقير لهم ، والإشارة بهنالك إلى حيث وصفوا أنفسهم من الكفر والاستهزاء ، وقيل :الإشارة إلى الارتقاء في الأسباب وهذا بعيد ؛ وقيل : الإشارة إلى موضع بدر ، ومن الأحزاب معناه من جملة الأحزاب الذين تعصبوا للباطل فهلكوا .