الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{جُندٞ مَّا هُنَالِكَ مَهۡزُومٞ مِّنَ ٱلۡأَحۡزَابِ} (11)

ثم وعدَ اللَّهُ نبيَّهُ النَّصْرَ ، فقال : { جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ } أي : مَغْلُوبٌ ممنوعٌ مِن الصُّعُودِ إلى السماء ، { مِّن الأحزاب } أي : من جملة الأحزابِ ، قال ( ع ) : وهذا تأويل قَوِيٌّ ، وقالت فرقة : الإشارة ب { هُنَالِكَ } إلى حمايةِ الأصْنَامِ وعَضْدِهَا ، أي : هؤلاءِ القومُ جندٌ مهزومٌ في هذهِ السبيلِ ، وقال مجاهد : الإشارةُ ب{ هنالكَ } إلى يوم بدر ، وهي من الأمورِ المُغَيَّبَةِ أُخْبِرَ بها عليه السلام ، و{ ما } في قوله : جُندٌ ، { مَّا } زائدةٌ مؤكِّدةٌ ، وفيها تخصيصٌ ، وباقي الآية بيِّنٌ ، وقال أبو حَيَّانَ { جُندٌ } خَبَرُ مبتدأ محذوفٍ ، أي : هُمْ جُنْدٌ وما زَائِدَة أو صِفَة أُريدَ بها التعظيمُ على سبيل الهُزْءِ بهم أو الاسْتِخْفَافِ ؛ لأن الصفةَ تُسْتَعْمَلُ على هذينِ المعنيينِ ، و{ هُنَالِكَ } ظرفُ مكانٍ يُشَارُ بهِ إلى البَعِيدِ ، في مَوْضِعِ صِفَةٍ ل { جُندٌ } ، أي : كائنٌ هنالك ، أو متعلِّقٌ ب { مَهْزُومٌ } ، انتهى .