غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{جُندٞ مَّا هُنَالِكَ مَهۡزُومٞ مِّنَ ٱلۡأَحۡزَابِ} (11)

1

ثم حقر أمرهم بقوله : { جند مّا } وهو خبر مبتدأ محذوف و " ما " مزيدة للاستعظام جارية مجرى الصفة ، أي : هم جند من الجنود . ثم خصص الوصف بقوله : { من الأحزاب } أي : ما هم إلا جند من الكفار المتحزبين على رسل الله مهزوم مكسور عما قريب فلا تبال بهم . قال قتادة { هنالك } إشارة إلى يوم بدر . وقيل : يوم الخندق . وقيل : فتح مكة فإن مكة هي الموضع الذي ذكروا فيه هذه الكلمات .

وقال أهل البيان : هي إشارة إلى حيث وضعوا فيه أنفسهم من الانتداب لمثل ذلك القول العظيم كقولك لمن ينتدب لأمر " ليس من أهله " " لست هنالك " .