في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{كَلَّآۖ إِنَّهُۥ كَانَ لِأٓيَٰتِنَا عَنِيدٗا} (16)

11

وهنا يردعه ردعا عنيفا عن هذا الطمع الذي لم يقدم حسنة ولا طاعة ولا شكرا لله يرجو بسببه المزيد :

( كلا ! ) ، وهي كلمة ردع وتبكيت - ( إنه كان لآياتنا عنيدا ) . . فعاند دلائل الحق وموحيات الإيمان . ووقف في وجه الدعوة ، وحارب رسولها ، وصد عنها نفسه وغيره ، وأطلق حواليها الأضاليل .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{كَلَّآۖ إِنَّهُۥ كَانَ لِأٓيَٰتِنَا عَنِيدٗا} (16)

{ ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلا إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيدًا } أي : معاندا ، وهو الكفر على نعمه بعد العلم .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{كَلَّآۖ إِنَّهُۥ كَانَ لِأٓيَٰتِنَا عَنِيدٗا} (16)

وقوله : ثُمّ يَطْمَعُ أنْ أزِيدَ يقول تعالى ذكره : ثم يأمل ويرجو أن أزيده من المال والولد على ما أعطيته كَلاّ يقول : ليس ذلك كما يأمل ويرجو من أن أزيده مالاً وولدا ، وتمهيدا في الدنيا إنّهُ كانَ لاَياتِنا عَنِيدا يقول : إن هذا الذي خلقته وحيدا كان لاَياتنا ، وهي حجج الله على خلقه من الكتب والرسل عنيدا ، يعني معاندا للحقّ مجانبا له ، كالبعير العنود ومنه قول القائل :

إذَا نَزَلْتُ فاجْعَلانِي وَسَطا *** إنّي كَبِيرٌ لا أُطِيقُ العُنّدَا

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : إنّهُ كانَ لاَياتِنا عَنيدا قال : جحودا .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : إنّهُ كانَ لاَياتِنا عَنِيدا قال محمد بن عمرو : معاندا لها . وقال الحارث : معاندا عنها ، مجانبا لها .

حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن جابر ، عن مجاهد ، قوله عَنِيدا قال : معاندا للحقّ مجانبا .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة إنّهُ كانَ لاَياتِنا عَنِيدا كفورا بآيات الله جحودا بها .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان لاَياتِنا عنِيدا قال : مشاقا ، وقيل : عنيدا ، وهو من عاند معاندة فهو معاند ، كما قيل : عام قابل ، وإنما هو مقبل .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{كَلَّآۖ إِنَّهُۥ كَانَ لِأٓيَٰتِنَا عَنِيدٗا} (16)

يجوز أن تكون هذه الجملة تعليلاً للردع والإِبطال ، أي لأن شدة معاندته لآياتنا كانت كفراناً للنعمة فكانت سبباً لقطعها عنه إذ قد تجاوز حدّ الكفر إلى المناواة والمعاندة فإن الكافر يكون منعماً عليه على المختار وهو قول الماتريدي والمعتزلة خلافاً للأشعري ، واختار المحقّقون أنه خلاف لفظي .

ويجوز أن تكون مستأنفة ويكون الوقف عند قوله تعالى : { كلاّ } .

والعنيد : الشديد العناد وهو المخالفة للصواب وهو فَعيل من : عَنَدَ يعنِد كضرب ، إذا نازع وجادل الحق البين .

وعناده : هو محاولته الطعن في القرآن وتحيله للتمويه بأنه سحر ، أو شعر ، أو كلام كهانة ، مع تحققه بأنه ليس في شيء من ذلك كما أعلن به لقريش ، قبل أن يلومَه أبو جهل ثم أخذه بأحد تلك الثلاثة ، وهو أن يقول : هو سحر ، تشبثاً بأن فيه خصائص السحر من التفريق بين المرء ومن هو شديد الصلة .