فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{كَلَّآۖ إِنَّهُۥ كَانَ لِأٓيَٰتِنَا عَنِيدٗا} (16)

وكان يقول إن كان محمد صادقا فما خلقت الجنة إلا لي . فردعه الله سبحانه وزجره فقال { كلا } أي لست أزيده بل أنقصه فقد ورد أنه بعد نزول هذه الآية ما زال في نقصان ماله وولده حتى هلك فقيرا .

ثم علل ذلك على وجه الاستئناف التحقيقي بقوله { إنه كان لآياتنا عنيدا } أي معاندا لها كافرا بما أنزلناه منها على رسولنا ، فإن معاندة آيات المنعم مع وضوحها وكفرانها مع شيوعها مما يوجب الحرمان بالكلية ، وإنما أوتي ما أوتي استدراجا ، يقال عند يعند بالكسر إذا خالف الحق ورده وهو يعرفه فهو عنيد وعاند ، والعاند الذي يجوز عن الطريق ويعدل عن القصد ، قال أبو صالح : عنيدا معناه مباعدا ، وقال قتادة : جاحدا وقال مقاتل : معرضا وقال ابن عباس : جحودا .