غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{كَلَّآۖ إِنَّهُۥ كَانَ لِأٓيَٰتِنَا عَنِيدٗا} (16)

1

ثم قال الله تعالى { كلا } حتى افقتر ومات فقيراً .

ثم علل الرجع على وجه الاستئناف كأن قائلاً قال : لم لا يزداد ؟ فقال : لأنه { كان لآياتنا عنيداً } معانداً والكافر لا يستحق المزيد ولاسيما إذا كان كفره أفحش أنواعه وهو كفر العناد ، ومما يدل على أن كفره كفر عناد بعدما حكينا عنه ما روي أن الوليد مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ حم السجدة فرجع وقال لبني مخزوم : والله لقد سمعت آنفاً من محمد كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن . إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق ، وإنه يعلو ولا يعلى ، ولا ريب أن من عرف هذا القدر ثم زعم أن القرآن سحر فإنه يكون معانداً ، والعنيد هو الذي كان العناد خلقه وديدنه فلشدة عناده وصفه الله تعالى به . وتقديم الظرف يدل على أن عناده كان مختصاً بآيات الله وإن كان تاركاً للعناد في سائر الأمور .

/خ56