" كلاَّ " لستُ أزيدهُ ، فلمْ يزلْ في نقصانٍ بعد قوله : " كلاَّ " حتى افتقر ومات فقيراً{[58508]} .
وقيل : أي : ثم يطمع أن أنصره على كفره ، " كَلا " قطع للرجاء عما كان يطمع فيه من الزيادة ، فيكون متصلاً بالكلام الأول .
وقيل : «كَلاَّ » بمعنى «حقاً » ، ويبتدئ بقوله «إنَّهُ » يعني الوليد { كان لآيَاتِنَا عَنِيداً } ، أي : معانداً للنبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به .
قال الزمخشريُّ : { إِنَّهُ كان لآيَاتِنَا } استئناف جواب لسائل سأل : لم لا يزداد مالاً ، وما باله ردع عن طبعه ؟ .
فأجيب بقوله : { إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيداً } ، انتهى .
فيكون كقوله صلى الله عليه وسلم في الهرة : «إنَّها ليْسَتْ بنجسٍ ، إنَّها مِنَ الطوَّافِيْنَ عَليْكُمْ »{[58509]} .
يقال : عاند فهو عنيد وعانِد ، والمعاند : البعير الذي يجور عن الطريق ويعدل عن القصد ، والجمع : عند مثل : «راكع وركع » ، قاله أبو عبيدة ؛ وأنشد قول الحازميِّ : [ الرجز ]
4959 - إذَا رَكبتُ فاجْعَلانِي وَسَطا*** إنَّي كَبِيرٌ لا أطيقُ العُنَّدا{[58510]}
وقال أبو صالح : «عنيداً » معناه : مباعداً ؛ قال الشاعر : [ الطويل ]
4960 - أرَانَا على حَالٍ تُفَرِّقُ بَيْنَنا*** نَوّى غُرْبَةٌ إنَّ الفِراقَ عَنُودُ{[58511]}
وقال قتادة : جاحداً{[58512]} .
وقال مقاتل : معرضاً{[58513]} .
وعن مجاهد : أنه المجانب للحق{[58514]} .
قال الجوهري : ورجل عنود : إذا كان لا يخالط الناس ، والعنيد من التجبر ، وعرق عاند : إذا لم يرقأ دمه ، وجمع العنيد عُنُد مثل رغيف ورغف ، والعنود من الإبل : الذي لا يخالط الإبل إنما هو في ناحية ، والعنيد في معنى المعاند كالجليس والأكيل والعشير .
فصل في بيان فيما كانت المعاندة
في الآية إشارة إلى أنه كان يعاند في أمور كثيرة :
منها أنه كان يعاند في دلائل التوحيد ، والعدل ، والقدرة ، وصحة النبوة وصحة البعث .
ومنها : أن كفره كان عناداً لأنه كان يعرف هذه الأشياء بقلبه وينكرها بلسانه . وكفر المعاند أفحش أنواع الكفر .
ومنها : أن قوله «كان » يدل على أن هذه حرفته من قديم الزمان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.