البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{كَلَّآۖ إِنَّهُۥ كَانَ لِأٓيَٰتِنَا عَنِيدٗا} (16)

{ كلا } : أي ليس يكون كذلك مع كفره بالنعم .

وقال الحسن وغيره : ثم يطمع أن أدخله الجنة ، لأنه كان يقول : إن كان محمداً صادقاً فما خلقت الجنة إلا لي .

{ ثم يطمع } ، قال الزمخشري : استبعاد لطمعه واستنكار ، أي لا مزيد على ما أوتي كثرة وسعة ، { كلا } : قطع لرجائه وردع .

انتهى .

وطمعه في الزيادة دليل على مبشعه وحبه للدنيا .

{ إنه كان لآياتنا عنيداً } : تعليل للرّدع على وجه الاستئناف ، كأن قائلاً قال : لم لا يزاد ؟ فقال إنه كان يعاند آيات المنعم وكفر بذلك ، والكافر لا يستحق المزيد ؛ وإنما جعلت الآيات بالنسبة إلى الأنعام لمناسبة قوله : { وجعلت له مالاً ممدوداً } إلى آخر ما آتاه الله ، والأحسن أن يحمل على آيات القرآن لحديثه في القرآن وزعمه أنه سحر .